عمري ليس 24

received_10206063474485697

 

عمري ليس 24 !

لست من اللواتي يخشَين مُضيّ العمر وهنّ يحملن أرقاماً كبيرة كعمرٍ لهنّ، فأنا أعتبر أن عمري هو حالة قلبية وجسديّة وعقليّة، ولكلّ من هذه الحالات عمر مختلف لذا فأنا أتمتّع بكوني حرة باختيار العمر الّذي أريد في الحالة الّتي أنا عليها …

قبل عام كامل، قبل 365 يوم بالتّحديد طلبت من الله أمنية لتتحقق اليوم تحديداً، طلبتها في رسالةٍ وبعثتها إلى السّماء مُباشرة، فكان الله أكرم من كل ما بذلته لأجل تحقيق هذه الأمنية ووهبني ما لن أستطيع الحمد والثّناء عليه لو حاولت، لأنّ الله حقاً إذا أعطى أدهَش .

طيلة هذا العام كُنت أتعلّم على يد الحُبّ، وقد تعلّمت أشياء كثيرة سأرويها إن شاء الله لي ذلك في وقتها، وقد تأكّدت أن الله هو الأسمى والأعلى والأجَلّ وأوّل من يجب – وُجوباً بفعل الفهم والصّدق – أن يخطرعلى بال أي إنسان حين نقول أُحبّ، وكلّ ما بعد حُبّ الله هو النّعمة المُطلقة لأنّ ذلك يكون بفعل محبة الله لا بفعل قوّتنا أو إرادتنا الإنسانيّة المُجرّدة . هذا العام تحديداً أشعر أن عمري سنة واحدة فقط، سنة في مقدار كلّ شعور مُقدّس تنزّل على قلبي وبكلّ رسالة استشعرتها وقرأتها وكتبتها وأرسلتها، عمري سنة أو أقلّ كعمر شجرة ياسمين أو كعمر زهرة قرنفل أو في عمر الحياة بمعنى الحياة …

عمري صغير بحجم الكرم الإلهي،
وصغير بحجم محبّة القلب الّذي يسكنني،
وصغير بحجم ما أدركه وأتعلّمه وأتلهّف لتعلّمه،
وصغير بحجم حلمي الأكبر،
كبير بحجم ما أرغب بأن أعطي وأحبّ،
وكبير بحجم ما وهبني الله …

لذا فإن أردتم أن تُسعدوا قلبي، لا تكتبوا لي كل عام وأنتِ بخير ؛ قولوا لي ولو سرّاً أو دُعاءاً كلّ عام وأنت تحت ظلّ الله وحمايته، كلّ عام وأنتِ أقرب إليه كقربه منك كقرب حبل الوريد …

هذه الكلمات صِناعة قلبية

كانت عندي رغبة جامحة لجمع كلّ النّصوص المتناثرة في زوايا قلبي، بأن أحصُرها في نصّ واحد أو كتاب واحد وأتوقّف بعدها عن الكتابة، لأدهش نفسي بما مَلَكت يومَ سمعت صوت السّماء يهمس لي، يوم تنزّل حبّ الله في قلبي بليلةٍ عاديّة، ارتعشَت أطرافي كُلّها دُفعة واحدة، لو أنني استطعت أن أصرخ  واقفةً أعلى جبل لما قلت غير : أُحبّك .

 

بدأت أدور بمحور واحد ونُقطة مركزية واحدة، أتوسَّطُها أنا وقلبي الّذي بدأ يدور مثلي في قفصه الصّدري يدعمني بقوىً خفيّة ويقول : لا تتوقّفي!
كما لو أنّني الكُرة الأرضيّة وأن الشّمس قلبي، وأنّ حركة الكوكب حولي تابعة لي أنا..
لحظَة؛
” سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ” [1]
* لم أتوقّف إلى الآن *.
لم تَكُن سهلةً تلك اللحظة الّتي أدركت فيها أنّ لي ثلاثة عُيون وقلباً أكبر من قبضة يدي، وروحاً لا تتوقّف عن البحث، لم تَكُن سهلة كل اللحظات الّتي تحمّلت بها أعظم الآلام بإيمان وحيد يحمي أطراف قلبي من الصّدأ، وبحجم ما كانت تلك الجملة تتكرّر على مسمعي في طُفولتي الآن أفهمها : أنتِ أكبر من عُمركِ . أن أكون أكبر من عُمري يعني أنني لا أكتفي من أيّ شيء يُقدّم إلي، وأن نُضجي المُسبق يتطلّب منّي أن أشعر بالرّضى.. وبالمحصّلة أيضاً لم تكن سهلة أبداً تلك المُعادلة الخاصّة بي بأن أوازن بين الشّغف والرّضى.

 

لي أُذن موسيقيّة أحترمها وأحترم اختياراتها وتجذبني لمن يتذوّقون الزّمان بشكله الغريب، وعلاقة قويّة تربطني بسمّاعاتي الّتي تفصلني عن كل الأصوات الّتي تُجبرني الحياة والظّروف الزّمانية والمكانية لأسمعها وتُعطيني حُريّة الانتقال بين ما أريد أن أسمعه وما يطلبه قلبي بإلحاح، ولي عادة تُشبهني أيضاً بأن أكرر ما يُعجبني حتّى تنفذ منه طاقته الكامنة لإدهاشي، بعض الأزمنة الموسيقيّة تمرّدت عليّ ولا زالت بعد تكرارها لسنوات تؤثّر بي تأثيرها الأوّل، إلى الآن أنا مُندهشة بذلك الصّوت الّذي لا يزال يطلبه قلبي كُلّ صباح وكلّ مساء ذلك الصّوت الّذي استحال على الملل، استحال عن التّكرار، لم أملّ مرّة واحدة وأنا أستمعه ولم أشرُد بل أستجمع كلّ حواسّي بإنصات، إنّه صوت سورة الحجر، إنّه صوت مُلهمتي بنبرة السّماء، لا أبالغ إن ذكرت أنّ قلبي يتوقّف إجلالاً لتلك النّغمة المُمتدّة في نهاية الآية ” وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ” [2] ،عن أيّ قدرٍ ينزلُ إليّ وكم كانَ حجمه حين اقتربت من الأبد وقد ألهمني الله كيف للأبد أن يكون جميلاً ومحبّباً إلى القلب.
لم أعُد يا الله أدرك كيف بإمكاني أن أحُبّك أكثر، هبني قلباً أكبر تتسع فيّ نفخة الروح وأشكُر، ..
أيّ يقينٍ يا الله ذلك الّذي أبحث عنه لأحبّك أكثر أو لأحبّك بتلك الطريقة التي لا تليقُ إلّا بك؟!

ليس لأي قوّة بالعالم القدرة على جعل المحبّة مُمكنة، ولكن بقدرة الحُبّ تغيير العالم .
الحُبّ والمعرفة يسيران بخطّ متوازٍ، أن تبحث في كون الله وعجائبه فيك فتستنير ظلمتك فقلبك فبصيرتك …

الآيات : [1] سورة فُصّلت الآية 53
[2] سورة الحجر الآية 21

 

soun

لقد فشلت بنسبة ثُلثين .. ولكنني نجحت ..

  • لقد فشلت بنسبة 66 % – ولكنني نجحت بنسبة 34 %
وما زلت ألمح في رماد العمر شيئاً من "أمَل" :)

وما زلت ألمح في رماد العمر شيئاً من “أمَل” 🙂

دماغي أشبه بمحرّك تعطّل ضابط ساعات العمل فيه فغدا يعمل أضعاف ما له وما عليه، لا أذكر لحظةً في الفترة الآنفة مرّت أو عَبَرت على كُلّي دون أن يكون هناك صوتٌ كبير في داخلي يدعوني للتفكير بكل شيء، لذا فإنني وإن كُنت مجبرة على التركيز بشيءٍ ما وبكل حواسّي فعليّ أن أستدعي دماغي الاحتياطيّ ليفكّر معي أيضاً ..

لكلّ شيءٍ طاقة احتمال، حدّ ذروة، حدّ تعب، على اختلاف المُصطلح المُستخدم كانَ لوصف مادة كيميائية أو فيزيائية أو حسّية في هذا الجسد فإنّ الحدّ موجود، وفيما بعد هذا الحدّ فإنّ الإنسان يتّخذ خُطوة سواء أكانت للأمام أو للوراء، ولأنّني إنسان تنطبق عليه مواصفات كثيرة هذا ما حصل حين وصلت حدّ الاحتمال ولكنّني فشلت في أداء خُطوتي …

إنّ النّساء اللاتي يُحببن الحياة يتعبن أكثر بكثير من النّساء اللاتي يبررن كلّ شيء للحظ التعيس أو للنصيب العاثر، إنّهن على موعد يومي لمواجهة الحياة كلّها في سبيل هذا الحُب، إنّهن يُجابهن وجهاً عابساً كئيباً بوجه باسم أو بزهرةٍ فوّاحة، ويُجابهن التّعب الجسمانيّ بمحاولات الحفاظ على صحّتهن ورشاقتهنّ حُبّاً وحفاظاً على أمانةٍ كلّفهنّ الله بها، ويُجابهنَ سيل الهرمونات الجارفة على حين اكتئابٍ يجيءُ بلا سبب بكلّ ما آتاهُنّ الله من إيمان بصلاةٍ أو تلاوة للقرآن أو للأذكار أو بمناجاةٍ بصوتٍ عذب، بذكرى جميلة بالحُبّ، بالصّديقات الدّافئات، أو بالموسيقى، يُجابهن كُلّ ما تقدمه الحياة على طبق من ذهب للاستسلام بالتّحدّيات الداخلية الكثيرة ..

إنّ أول نسبة نجحت بها كانت من نصيب ما يجدر بي ذكره؛ أنني أصبحت على وعي تامّ بأن مُشاركة الفشل بطريقة إيجابية مع الآخرين شيء جميل، طالما كانت النّية الدّاخلية هي إحصاء النّصائح الجيدة من الأصدقاء الحقيقيين والّذين لا يخشَون نجاحك، لقد فشلت في إيجاد السّبيل إلى عُزلة تُصلح أمري وتعدل اعوجاج ما آلت إليه الحال من ضياع / فناء للوقت دون ممارسة لهواياتي الّتي تُحييني .. لقد فشلت في الحُصول على على (15) يوماً كما وعدتها للجين دون اتّصال بصوت غير صوتي الدّاخلي .. لقد فشلت بسبب أُغنية ونجحت بسببها أيضاً ..
حصلت في هذه التجربة على خمسة أيّام من الصّوت المُكثّف الداخلي، ولكنّني لم أكن على قناعة تامّة بما كُنت أفعله، في تلك الخمس كُنت بلا طاقتي الّتي اعتدتها مثلاً للرّد على شكوى إحدى صديقاتي عن صعوبة أمر ما لكي أقول لها؛ الأمل كبير أو بأن أغنّي لها مثلاً اييه في أمل أوقات بيطلع من ملل ، كنت بلا طاقة التّعبير التي اعتدت عليها لتوضيح كل ما أمرّ به أو ما أشعر به أو على أقل تقدير لشرح ما أريد شرحه، كل ذلك لا يُشبهني أنا التي تجد ذروة شُعورها وهي تشرح للأُخريات حجم الأمل الّذي يستوطنها، أنا التي تجد في إيمانها ملاذها الدافئ لكلّ فكرة شاردة حتّى تطمئِنّ، أنا الّتي تُحبّ ابتسامة الجميع لأن في كلّ ابتسامة هويّة مُختلفة تُشير إلى أوطان كلّ إنسان …

حين بلغت بي الذّروة منذ فترة للكتابة إثر الجو الّذي كان يميل إلى الشاعرية بسبب برودته، وميله إلى الشتاء فانتَشَت، باغتني جوّ قاتل مُغبرّ فقدت إثره الكثير من أنفاسي ومزاجي وأفكاري بل وحتى أحباري التي كانت تريد أن تنكبّ على الورق جلستُ مُحبطةً دون أدنى مُقاومة للتعب، حتى سمعت أغنية “سجن الورق” ..

*اطلع طلّع أفكارك من سجن الورق، حاجة تتحسر على الوقت هالعمر الي مرق، حاجة تبكيلي على هالوقت الي انسرق.. عيش الحياة نفَس الحياة فيك اختنق …

دقّت في قلبي قبل أًذني حتى لامستني من أصغر خليه فيّ إلى أكبر فكرة عملاقة تحتويني، تذكّرت صوتاً طالما أهداني كلّ الإلهام تذكرت أنه يسمعني عن أبعد مسسافةٍ كانت أو ستكون، تذكرت كلمة أحلام كم شقّت في طريقها إلي كلّ حاجز، تذكرت أنّ السبيل موجود دائماً يوم أريد …

فشلت في إتمام الـ (15) كاملة ولكنني نجحت في حصد عشرة أيام إضافية دون مُقاومة نفسي من غير يدٍ تمتدّ إليّ … قد أكون وحدي جرمٌ صغير وقد يكون العالم الأكبر ينطوي بداخلي وأعلم، إلا أنني دون الّذين أُحبّهم لا أحد …

https://www.youtube.com/watch?v=T2O7OIneCMQ&spfreload=10

نِقاط وحُروف

IMG_20150416_120142

لا بُدّ قبّل البدء من الشُّكر الجميل والعرفان لصديقة الأسئلة، الّتي – وإن كانت لا تعرف حجم أسئلتها وامتناني لهنّ جميعاً – أدخَلَتني في المتاهة الجميلة الّتي أُحبّها، أدخلتني لمتاهة السُّؤال الّذي يخفق له الكَيان بأسره !

ماريّا صديقة روحانيّة جميلة، أعرفها ولا أعرفها، تعرفني وتقرأ فيّ ما لا أقرأ، تبعثُ مباغتةً جُملةً من الأسئلة الّتي قد أجيب عن بعضها وأترك طريق الإجابة للأُخريات، فطريق الإجابة بالنّسبة لي أجلّ دائماً من الإجابة نفسها …

حتماً لم تجيء أسئلتك لمحض الصُّدفة، ثمّة صوت في داخلي ناداها كي أستجمع أفكاري الذّاهلة عن ألف فكرةٍ في دماغي، سابقاً كانت كلمة صُدفة كانت تبريراً جميلاً أو حجّة أُعلّق كما الآخرين عليها الكثير من الأحداث الّتي لا أطيق حجم ثقلها على دماغي، أن أقول يا إلهي ما هذه المُصادفة أسهل عليّ بكثير أن أتحمّل المسؤولية التّامة عن جذب الأشياء العظيمة لي …
المهمّ يا صديقتي …

سأجيب وتحمّلي فلسفتي الزّائدة، ومُقدّمتي الطويلة الّتي لم تأتيكِ بالإجابات بالسّرعة التي استقبلت فيها أسئلتُكِ ..

السّؤال الأوّل : من أنا ؟!
من أنا، والسُّؤال هذا هو الّذي لن أُبالغ إن أخبرتك أنني بكلّ يوم أجد إجابة مختلفة له، سؤال من أنت بحدّ ذاته مُرتبطُ بعناصر كبيرة؛ ماذا تُريد ومن كُنت وما هي بوصلتك، أعتقد أنني قد أستعين أحياناً باسمي الّذي يتنكّر أحياناً علي وأحياناً أخرى كثيرة أمتنّ لكلّ السُّبل التي يسّرت أن يكون اسمي هو اسمي فلا اسم كان سيليق بي أكثر منه، من اسمي عرفت عنّي، أحياناً أعرف مَن أنا من الأشياء الّتي أحبّها وأصبحت مع الوقت لصيقةً بي كنوع الموسيقى والنّغمة الّتي على ترديد إيقاعها أحبّ سماع صوتي في تلاوة القُرآن، من لوني المُفضّل وفصلي الّذي أكتمل به، من أصدقائي، من عيون أمّي من غزل أبي، أحياناً أعرف من أنا من كلّ شيءٍ حولي .. وأحبّ لو يُخبرني أحدهم ذات مُفاجأة بمن أكون !

السّؤال الثاني : من هو الإنسان وما الإنسانية ؟!
كلمةُ إنسان مُرتبطة دائماً بالأفعال الرّقيقة، بالأفعال الّتي تهمس للقلب كي يبتسم، أن تكونَ إنساناً يعني أن يكونَ لك قلبٌ كبير في المعنى والمادّة معاً، يعني أن لا يكون الشّيطان قادراً على إغوائك عن سبيلك للآخرين، والإنسانيّة مُشتقّة من دين الإنسان لا محالة، أن تكونَ إنسانيّاً يعني أن تنظر بعينك الأخرى كما لو أنّك مكان الفقير والمُحتاج واليتيم والمُهجّر واللاجئ والعاشق والفاقد والمفقود والضّرير والكفيف والأطرش والفاقد لأطرافه فتتعامل مع كلّ منهم كما لو أنّك هُم، دون أدنى شُعور بالتّطرف أو الاختلاف، أن تكون إنساناً أن تسمع وتعقل وتُدرك وتفهم، كُلّ الناس أبناءُ آدم وليس كلّ النّاسِ إنسان …

إجابةً عن السّؤال الثالث : ما العقل ؟!
لُغتنا شاسعة وواسعة وحُدودها غير مرئيّة، العقل ؟!
لتعلمي أنّي كلّما قلت عقل أعود لأتذكّر ما قاله دكتور وليد الفتيحي عن وجود عقلٍ في القلب فأصمت طويلاً، ما العقل ؟ لا أعرف ..
أجده الرّفيق لقلبي كثيراً من الأوقات وحسب .

وعن الرّابع : ما أفضل تعريف ل الحب الإنساني؟!
أمّا عن الحُبّ؛ فذلك لو قلتُ ما قلت فيه فلستُ آمل الكمال، ما قاله الكثيرون والعلماء والفقهاء كثير ولم يصل بعد كلّ ما قرأته إلى معناي؛ أجدُ حقيقةً إلى حدّ بعيد يتّفق مع ( الحُبّ ما منع الكلام الألسُنا ) عن رواية معناه لا عنه بحدّ ذاته …
وأما في تفاصيله فإني قرأت لحُسن حظّي “طوق الحمامة” ، و”قواعد العشق الأربعون” والكثير من الشّعر فارتأيت إلى خُلاصةٍ خاصّة :
الحُبّ ليسَ ذلك الّذي يفترضُ الآخرون أنّه يأتي مُباغتة، ولا من أوّل نظرة، ولا من أوّل حوار ..
إنّه ذلك الشُّعور الّذي تستأنس به حواسّك للحوار والمُشاكسة والفلسفة قبل أن تستأنس بلحظةٍ دافئة، إنّه أن يكونُ لقلبك سند ولعقلك رفيق وليدك رفيقة ولعينيك ملاذاً، إنّه أن يكونَ الآخر أُغنيّتك الّتي تسمعها حدّ الإدمان وتملّ صياغتها فتعيد استماعها بكلّ حاسّة لتتغير الكلمات، إنّه الرّفيق الّذي يحنّ على دُنياك يرفعك بمقام أحلامك يوماً تلو الآخر، إنّه الحُلم باختصار والّذي تطمئِن ملامحك برؤيته …

إنّه من تستطيع باختصار معه أن تُعيد للأشياء تعريفاتها الحقيقيّة بعد أن غابت عنك، من ينمو عقلك معه فتنمو عاطفتك من تلقاء نفسها، …
والخامس : ؟!
الفيلسوف: هو الّذي يرى الله في كُلّ شيءٍ فيسمع صوتاً يُرشدهُ للسُّؤال …
أخيراً : متى يكونُ الجمال مُؤلمـاً ؟!
متى يكون الجمال مُؤلماً، حين لا نراه بعين القلب، حين نغفل عن حقيقة أنّ الأشياء الجميلة ستظلّ جميلة دائماً سواء كانت ملكنا أو كانت ملكاً لغيرنا فالملكيّة المُطلقة هي لله …

يكون مُؤلماً حينَ تنضب فينا الحياة فنراه ترفاً يختصّ بفئة الشّباب فقط ..
الجمال مُؤلم حين نفتقد الشُّعور إليه ولا نجده،مُؤلمٌ حينَ يكون مُؤلماً !
نُقطة تعني عجزي المُطلق عن الإدراك بكلّ الأشياء .

فيلم وسُؤال وكلام ..

Comet_over_Mars

بعضُ الأشياء الّتي تأتيك بشكلٍ عفويّ أحياناً قادرة على إعادة ترتيب حياتك من جديد، بل وقد تُحدث انقلاباً في رأسك فلا تعود أنت أنت، بعض الأشياء الّتي تجيءُ عفوياً أو أنَّ رغبتك للجمال تأتي بها إليك تجعلك غارقاً في سؤال؛ ماذا لو لم تحصل ؟!

منذُ أيّام كنت أُقلّب في القنوات التي أبحث فيها عادةً عن فيلمٍ جميل، حيثُ أنني منذ أشهر أطلب النّصائح لأحضر فيلماً عظيماً حسب تقييماتي الشخصيّة الغريبة، وقد نصحني البعض بأسماء لا بأس بها لأفلامٍ أيضاً لكنني لم أحضر أياً منها، المهمّ كان الفيلم يعرض نفسه بنفسه على الشّاشة وقد حمل معه الكثير من تساؤلاتي فيما بعد، من يقولُ لك أنّ التّلفاز اختراعُ هشّ أو بلغ على عصره ما بلغ من التقادم إنسان ناكر للجميل، يكفي أنّ هذا “التّلفاز” يعرض الأفلام مجّاناً، حيثُ يتكلّف الكثير من المخرجين عناء الإنتاج والدوبلاج والمونتاج وكلّ الأشيــاء والتفاصيل التي تنتهي غالباً بالــ “اج ” ليخرج لنا الفيلم وكأنه حقيقة حتى ولو كان فيه من الخيال ما لا يتّسع في واقع الحياة الطبيعية لتصل رسالةَ أحدهم إليك بشكلٍ أو بآخر، وذلك كافٍ ليكون التلفاز الّذي يعرض الأفلام اختراعاً مُقدّساً للكسالى في تحميلها من الانترنت .

*************

   قبل عام تقريباً تعرّفت على صديقي (سُؤال) وأنا أشعر من وقتها أنني غارقة فيه؛ بتفاصيله الّتي لا تُملّ بتمرّده بل وأيضاً بأناقة ما يجلب لي من هدايا، غارقةٌ بكل ما يقربني إليه، والفيلم الّذي أخبرتك عنه في بداية الرّسالة حمل مشهداً عظيماً نبّهني حيثُ قال فيه أحد الممثلين بدور العالم العبقريّ : ” منذُ مدّة أدركت أنّ العلم لا يجيبنا عن الأسئلة المُهمّة، ولهذا لجأت إلى الفلسفة، – ومن ثمّ مضى يبحث في علم الفضاء خارجاً إلى Red Planet والّذي قصد به المرّيخ – مُكملاً ما بدأ به ؛ لعلّي أجد هناك صخرةُ – تُجيبني عن سُؤالي المُلحّ في ذهني – مكتوبُ عليها : هذه من صُنع الله ”

وقفت أمام هذه العبارات مشدوهة، وأنا أفكّر بجمال أن يكونَ البحث سامياً إلى هذا الحدّ من الجمال و الجلال، ما أعظم أن يبحث الإنسان بعلمه وبفلسفته وبكلّ الطرق المتاحة إليه عن الإيمان، والّذي في محصّلته الأكيدة سيكتشف أنّ كل ذلك يقِر فيه، في داخله، حيثُ آمنتُ دائماً بهذه المقولة : (إنّ عظمتك مقرونة بعظمة ما تبحث عنه، فالمحصلة أيضاً بأن الّذي تبحث عنه يجدك أو على الأقل والأكثر يبحث عنك) . ستقرأ كثيراً عن معاني البحث عن الله وعن الإيمان والذّات والجمال وستظنّ بالبداية أنّها خرافاتٍ وأساطير إن لم تجرّب ذلك، لكلّ واحد من الّذين بحثوا تعريفه ولكنّك ستجدهم جميعاً يبحثون عن معاني الخلق عن الحياة عن أصل الحياة عن إيجاد الجدوى الحقيقيّة من العيش بعيداً عن معادلة ” أكل وشرب ونام ” كلّهم سيجمعون لو تعمّقت فيهم أنّ الباحث حيّ وأنّ عقله يُدرك الأشياء بطريقةٍ عظيمة، ستدرك أنّ البحث هو المادّة الأصيلة الّتي جئنا إلى هذه الحياة لندرسها وأن مقدار نجاحنا فيها مقترنٌ بالسّعادة والإنجاز الفعليّ، كلّنا في الأصل باحثون لكنَّ اختلاف ما نبحث عنه أكبر من أن يُحصى ..

منذُ مدّة كنت أقنع صديقتي في بحثنا عن جدوى الحبّ، بأنّ الحبّ يوصلنا إلى الله دائماً، وأنّ كل ما لا يوصلنا إليه لم يكُن حُبّاً ولن يكون، وأنا أقنعها فكّرت بسؤالي كيف و لماذا !
كانا سؤالين ضخمَين، كيف ؟
إنَّ الحب له أثرٌ كيميائيٌّ مُدهش على خلايا العقل، وعلى سبيل الدّهشة ستكتشف في نفسك ذاك الإنسان الّذي يعقل ويُدرك الكون ببشاشةٍ غريبة، بل وأنّه ينبّه هرموناتٍ في القلب؛ ذلك الجزء العظيم في تكوين الإنسان ليعمل بأضعاف ما كان يعمله دونَ خفق الحُبّ، فإذا كانت الفطرة السليمة توصل إلى حقيقة الجمال الحسّي لله فما بالك بقلبٍ يعمل أضعاف ما يعمله العقل لإدراك ذلك ؟
أمّا لماذا ؟
فهذه سلسةٌ لا زالت قيد التطوّر ولا زلت قيد البحث فيها، بدأت برابطٍ عجيب طريف لكنني لا أريد الكلام عنها حتّى أتمكّن من صياغتها كما ينبغي .

مُختصر حديثي أو زبدته ؛
إنَّ البحث شجاعةُ كبيرة، فالانطواء في صندوقٍ مهما كان حجمه يظلّ خياراً آمناً دائماً، لذا فإنه إذا وقر في قلبك اثنتين ستكون قادراً على مواجهة كل شيء، الإيمان والحُبّ، الإيمان يولّد العزيمة والحُبّ يشدّ أزرها!

أوّل ما فكّرت به وأنا أدرك هذه الأسئلة وجعلني أطمئن، أنني أحبّ الله، وهو يحبّني لأنّه أرشدني ولأنني لم أظلّ مغمورة في غشاوة الجهل به، إنّه موجود في أدقّ تفاصيل حياتي، بل إنّه موجود في تكوين تكويني، ألم يحتوي كتابه الجليل : ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ﴾ هذه الرّوح الّتي لم تستطع العقول البشريّة إيجاد طريقة لحسابِ أبعادها أو وزنها أو شكلها، هذه الرّوح التي هي من الله، الله الّذي إذا تُليت على القلب أوصافه اطمأنّ ..

****************

الرّسالات هذه التي تجيء على لسان الغُرباء والأقرباء والمحبّين والأفلام والكُتُب الغريبة وغيرهم رسالات جدّ عظيمـة لا بد لنا من التّمعن في محتواها ، بل أننا الأكثر خُسراناً لو لم نفعل.

في هذا الفيلم اختصار لشيء عظيم أو أشياء، أوّلهـــا :

إنّ كون الله واسع، وأنّ كلمة “كَون” الثّلاثية لا تتّسع لوصف ما تحتوي من معاني، بل وللإعجاز الرّبانيّ البديع يزيدك بأنّ هذا الكون كلّه راقدٌ في جسدك الإنسانيّ لو بحثت فيه، لوكن قد صدق من قال : يتعيّن عليك السّفر أياناً لإدراك ما تملكه ..

أنّ الرّحلة في البحث تبدأ، ولكنّها لا تنتهي ..

أنّ الخاســر الحقيقي في رحلة الحَياة هو الّذي لا يُفكّر ..

أنّ في الحياة صنفين من الأشخاص الّذين ينجحون، أشخاصٌ يتسائلون ويبحثون عن إجاباتهم الخاصّة، والصّنف الآخر هم الأشخاص الّذين يُثيرون في عقول الآخرين الأسئلة ..

لا يلزمك أن تكونَ صوفياً لتتغنّى في خلق الله، أو إدراكك لإبداعه الرّبانيّ في تفاصيل الحب، لا يلزمك أن تكون صوفياً لتقرأ القرآن بقلبَين أحدهما يطمئنّ للذّكر والآخر يطرب ليعقل، لا يلزمك أن تكونَ صُوفيّاً لتحبّ الله كما هو يحبّك، كل ما يلزمك هو قلبك .. هل عندك قلب ؟!

 
لا يلزمك أن تكونَ صوفياً لتتغنّى في خلق الله، أو إدراكك لإبداعه الرّبانيّ في تفاصيل الحب، لا يلزمك أن تكون صوفياً لتقرأ القرآن بقلبَين أحدهما يطمئنّ للذّكر والآخر يطرب ليعقل، لا يلزمك أن تكونَ صُوفيّاً لتحبّ الله كما هو يحبّك، كل ما يلزمك هو قلبك .. هل عندك قلب ؟!

رنا الدجاني، الباحثة الأردنية التي أذهلت العالم

هذا ما سبق وأشرت إليه :
” إن المسألة لا تكمن بأن وراء الرجل العظيم امرأة، ولا بأن وراء المرأة العظيمة رجل مُحبّ، بل أنّهما يسيران جنباً إلى جنب يستمعان اللحن ذاته في طريقهما إلى أقصى حدود المستحيل “

Meraki Sisters

هل تعرف الدكتورة الباحثة  الأردنية العظيمة جداً رنا الدجاني، إحدى الشخصيات ضمن قائمة أكثر عشرين عالمة مؤثرة على العالم الإسلامي في مجال العلوم؟

لا يمكن أن تكون حضرت أحدى محاضراتها ولم تدهش من رقي التفكير عندها، خاصة عندما تتحدث عن حياتها الخاصة، وكيف كانت أسرتها “الزوج والأولاد” داعم حقيقي لكل انجازاتها، وسبب مباشر لهذا الابداع الهائل لها.

في مؤتمر يوم المرأة الذي أقامه IFMSA قالت : كنت اقضي وقتا كبيرً في مركز الأبحاث وكنت أريد أيضًا أن لا أشعر أولادي بأن هذه الأبحاث هي أهم من رعايتهم، فكنت في كل يوم أصل به البيت بعد غياب 10-12ساعة أجلس معهم وأحدثهم بطريقة سلسة وسهلة عن إنجازاتي في المختبر والصعوبات التي واجهتها وأستشيرهم في الحلول. وفي اليوم التالي عندما أعود إلى البيت يكونون في انتظاري ليسألونني :”ماما زبطت الطريقة اللي حكنالك ايياها عشان الفار والبحث؟” ويكونون في غاية التحمس، هكذا كان أولادي جزءاً مهمًا جدًا لكل خطوة نجاح في التجارب، وشعورهم بهذا كان سبباً…

View original post 901 كلمة أخرى

إلى من يحملونَ شُعلةً من النّور l رسالة ~

بما أنني والحمدُ لله أُنهي غداً آخر مُحاضرة في فصلي الجامعي الأخير، سوف أستطيع إرسال رسالتي الآن …

ورسالتي هي للّذين لا زالوا على مقاعدهم الدّراسية وللّذين لا زال الوقت أمامهم في رحلاتهم إليها، والّذين يحملون رحلاتهم أينما حلّوا أو ارتحلوا …

في أوّل أيامي الجامعية وككل طالب جديد كانَ شكل الرّحلة مجهولاً، وعلى عكس الآخرين الّذين جاؤوا مُحمّلين بمحبّتهم لما سوف يدرسون جئتُ إنساناً لا يُدرك من المكان ولا من الهدف أيّ ملمح، ولا أقصد ببدايتي بهذه الكلمات أنني أحمل الشعور ذاته بل بدأت في عكس الحال الّذي أنا عليه بنسبةٍ مُكتملة ومُمتلئة، بمئة أو مئتين بالمئــة..

كانت أولى مشروباتي السّاخنة المُفضّلة هي النسكافيه، حتّى استلزم الأمر أن أتحوّل إلى مُدمنة شاي من الدّرجة الأولى، إلى أن أصبحت لا أشعر بكلمة صباح إلّا إن ختمت فنجان القهوة بكلّ حواسّي ..

كُنت أسمع للأغنيات بشكلٍ عشوائيّ، أصبحت أحبّ الموسيقى الهادئة، ثمّ السّاكتة ثمّ الصاخبة حتّى اهتديتُ إلى عِشق النّاي والبيانو ..

كُنت أخاف التّجمعات بل أهابها، أُفضّل العُزلة عن كل اجتماعٍ بشريّ، حتى صرت الشّخص الّذي يحفظه دكتور المادّة لأنه الأكثر مُشاركة، إلى أن صنعني الله على عينه وأصبحت لا آبه بحجم التّجمع مهما كبر وأتحدّث بينهم وكأني أحادث أشخاصاً أعرفهم منذ زمن بهدف إيصال رسائلي أينما حللت ..

كنت وكنت وأصبحت …

في الحقيقة ما أسلفت ذكره لم أذكره للكشف عن مُحتوياتي الّتي لم أذكر منها إلّا نسبةً صغيرة عشريّة بالمئة، بل ما أريد إيصاله لك هو أننا في الحقيقة نجهل ما سنصير إليه، ما نعرفه في الطّريق هو أهدافنا متخيّلين شكل النهاية، لكن العالم الوحيد بشكلها هو الله، كلّ ما علينا أن نسعى للمثالية أو إلى ما يشبهها، عليكَ أن تكونَ مرِناً قدر استطاعتك لا تكن هَشّاً ولا صلباً فكلا الحالتين لن تستفيد منهما إلّا بقائك كما أنت دون أن تغيّر في حياتك ولا في محيطك شيئاً ..

إنَّ فترة الجامعة الّتي تكون فيها ما قبل العشرين وتستفتح فيها عشرينيّتك هيَ أوج عطائك للمجتمع، وللأمّة إن أنت كُنت فيها على قدر المهمّة والرّسالة فذلك يُحتّم أنّك ستكون قائداً من قادة المُجتمع الّذين هم على طريق تحرير مُجتمعاتنا وأمّتنا من كلّ قيدٍ من كلّ جهل من كلّ الأفكار الّتي ستواجهنا في الزّمن القادم، فأنت سيّد نفسك في هذه المرحلة ولكنّك إن كُنت قدر ذلك ستكون سيّد مُجتمع بأكمله بيدك المُفتاح وبيدك القيد فاختر أيّ الاثنين تُريد ..

أنا وعلى قلّة ما استطعته، استطعت، فذلك إن كان يُلهمك لشيء كائناً من تكون يا صديقي الإنسان بأنّك تستطيع، لا عُذر لك ولا حجّة تملكها كي تتقاعس، حاول بشتّى الوسائل أن تتعرّف على شغفك ربّت عليه وارعاه حقّ رعايته، ستنسى كلّ تعبٍ مررت به وسيبقى معك نتاج تعبك، ستنسى كلماتٍ أحبطتك وسوفَ تكونُ شاكراً أكثر للّذين قالوا لك أنك تستطيع، ستذكر ما أرهقك كإثباتٍ وحيد أنّ من يُريد أن يصل لزاماً عليه أن يتعب، فكلّ ما يأتيك طائعاً لسهولته سيتفلّت من بين أيديكَ يوم يطلبهُ مُريدٌ آخر أفضل منك، أما ما تنتشله باستحقاقك له فلن يكون إلّا لك ستكونُ أنت بصمته الوحيدة !

لا تنتظر …
الفرصة لا تأتي مرّتين، وعمرك لا يُعاد مرّتين، ونبضك لن يخفق لشيءٍ أهملته في أوج حاجة قلبك إليه، والأصدقاء الملهمين لن يتكرر إيقاع محبّتهم لك ..
اجعل قلبكَ بوصلةَ الآخريــن الّذين يسعَون إلى الجمال ..
لا تبخل بكلمةٍ جميلة، فلرُبّ كلمة طيّبة تصنعُ قائداً ولرُبّ كلمة تحيي ميتاً بل لربّ كلمة صنعت المُعجزات ..
أشعل شمعتك، شمعة قلبك، وكن موقنــاً أن النّور سيجد طريقه لكلّ الّذين تُحبّهم معك ..
أكثر من قول : “شُكراً” لكلّ من ساعدوك، ولا تتردد بقول “آسف” لمن ضايقتهم فالحُبّ والمودّة أوسع بكثير من التأويل عن خطأ ..
تطوّع بطريقتك الخاصّة، بإلقاء التحيّة الصباحية برحابة صدرٍ على العاملين في الجامعة مثلاً، أو بالحفاظ على مكانك نظيفاً كما لو أنه بيتك، ساعد قدر استطاعتك من هم بحاجةٍ إليك ..

سوف أودّع بعد أيّام جامعتي وأنا شبه مُطمئنّة، ثمّة أرواح أنا موقنة من عزمهم في إيصال رسالتي يومَ أرى ذلك بأم عيني سوف أكون سعيدة ..

27 . نيسان . 2015
لُجين ماهر قبطي

2015-04-27-12-56-14-013

رواية جديدة اسمها “قلب”

عمّان مُتقلّبة المزاج، ولكنّها فاتنة ولا أحد يُزاود على ذلك…
كانَ حريّاً بي أن أُباشر بالكتابة منذ أيّام ولكنّ استعصاء الأشياء التي كانت في السابق مُنصاعةً كانَ عائقاً أساسياً في سيطرة البعثرة عليّ، لم يُبعثرني شيء أكثر من المَجازر الّتي أُطالعها على التلفاز مُؤخّراً، وعلى أيّة حال تلك المِــزاجيّة حال تَجوّلي في أطرافها أثارت ذلك من جديد وبطريقةٍ طريفة أضحكت جُزيئات قلبي..

أن تتأمَّل صباحاً وجه مدينتك فذلك يمنحك الكَثير من الأحاديث العالقة على الجدار الفاصل بين قلبك وبين الغُرباء، ستكتشف يوماً بعد يوم أنَّ هذا الجِدار كبيرٌ جدّاً ويحتاج منك الكَثير من الاجتهاد لقراءة تفاصيلِ التفاصيل المكتوبة عليه، وأنّك حينَ تتأمَّـل اصطلاح ما أو من (الغُربـــاء) بعد تعريفك الدَّقيق للكلمة ستوقِنُ جيّداً بأنّهم هم الّذين يُشكّلون قناعاتك وأفكارك ومسيرةَ حياتك حتّى تكون قادراً على وصف ما يجول بخاطرك كحكايةٍ أو كرواية مُفَصَّلة…

القريبون جدّاً، أو من كانوا يدّعون ذلك؛ الّذين كانت تفصل بينك وبينهم عبارة، الّذين كانوا أكثر النّاس إجحافاً بحقيقة وُجودك لم يكونوا سوى امتحاناتٍ إلهيّـة على مِقدار صَبرك وصمودك أمام مبادئك الّتي تشكّلت معك وأصبح عُمرها من عُمرك والّتي تعكس الكَثير عنك، هؤلاء الّذين يتكشّف لك بعد زمن كم كانوا عثَرةً كبيرة في وُصولك “إليك”، كم كانوا دراميين أمام الأحداث العاديّة الّتي جمعتكم والّتي كان حقيقةً الانفعال العاديّ فيها أكثر إنصافاً للمَودّة وللحقيقة وللأحداث بحدّ ذاتها كُلاً بكلّ!
وهذه بطاقةٌ / حكمةٌ جيّدة فلتصقها على إحدى المرايا الّتي تراها يوميّاً بأن؛
( أحياناً كُلُّ ما يلزمك هُوَ إعادة جدولة للمُصطلحات في قاموسِكَ، لَــــيسَ إلّا !!! )

الّذين اعتادوا على الكتابةِ منهجاً، لا يُعاتبون إلّا الوَرَق أو على الورق!!
وتلك هيَ الأُحجية الثّانية والأخيرة والّتي كانَ حلّها الاعتــراف بها وحسب، هذه قناعةٌ رسخت منذُ زمن حتّى غدت منهجاً صعباً ومُريحاً ونموذجيّاً للغاية…
وأمّا الّذين يستحقٌّون العتاب الفعليّ فنحنُ لا نواجههم بالكتابة، لا نكتب عنهم أو لهم، إنّهم الوحيدون الّذين دون سيطرةٍ منّا نرى الكلام يُستباح أمامهم دون أدنى جُهدٍ يُذكر، فلا حاجةً للورق في حُضورهم إلّا ليُوثّق انتصار الحُبّ الحقيقي على كُلّ الشّياطين ولاحقاً…

جميلٌ جدّاً أن أعتاد الكتابة، والأجمل أن أكون قادرةً على التّخلي عنها متى شئت، ولكنّ البهيّ في كُلّ ذلك أنّها لا تتخلّى عنّـي!!

أنا المِــزاجية جدّاً لم يكُن ليليق بي إلّا عناد واستعصاء الورق في وعلى الحُبّ، المُشاكسة، المرح والغضب والحُزن أحياناً؛ هذا العِنــاد الّذي يظلُّ يُداعب القلب بطريقةٍ غير منهجيّة غير روتينيّة تنتزع ملامحك العاديّة وتُبدّلها ثوبَ الابتســام طواعية، هذا هو العِناد الّذي تتحلّى به صباحات عمّان لتسلب منك شُرودك مُستحضراً تنوّعها الرّهيب بكلّ شبرٍ عليها وبكلّ ثانيةٍ تعبر من الزّمن خلالها؛ شُجيرات الياسمين الّتي تملأ شوارعها وزقاقها العاديّة والّتي تنتصب كزهريّة اعتادت الوُقوف في مكانها ولم تُدرك مرّةً بأنّها هي المكان بحدّ ذاته؛ الأزمة الخانقة في شوارعها والّتي تمنحك الكثير من الوقت لتُفكّر في ألوان طلاءِ منزلك الجَديد ومستلزمات التّخرُّج والواجبات المنزليّة ونصائح مُديرك لتحسين عملك وشراء هديّةٍ غير عاديّة أبداً لمُناسبةٍ عاديّة جدّاً؛ الكَنيســة والمسجد حينَ يتقابلان؛ الشَّركات الفخمة ودكاكين السُّوق المهترئة؛ المولات الضَّخمة وسوق الجُمعة المليء بالموسيقى المُتنوّعة والصّاخبة والحناجر الصَّادحة بأُغنياتها المُبتكرة للبندورة والملوخيّة والبطاطِس الّتي تستوفي الكَثير من كلمات الغزل العجيبة، هذا العِنـــاد كُلّه بكلّ المُتناقضات العَصيّة عن التحليل ليسَ لي أمامه إلّا أن أتأمَّل في دقّــاتِ قلبي…
‘‘ الـزَّمَن يجعَل كلَّ صعبٍ يغدو سهلاً بطريقةٍ مُضحكة، وسخيفــة أحياناً ’’
هذا ما تكشَّفَ لي بعد أيّامٍ طويلة من المكوث مع الصَّعب جدّاً، والّذي كان سهلاً التّخلي عن سيطرته والأسهل من ذلك كان اكتشاف السَّبيــل…
أكتشفُ أخيـراً أنَّ الصّعب الحقيقي هو فقط ما أراد الله أن يجعله صعباً حتّى فنائه، والصَّعب ليسَ إنساناً بقدر ما هو فكرة تتجسَّدُ بإنســان نُقدّس وجوده ونحنُ لا ندري أننا عبيداً له لقلّة الحيلة، فبعد أن صارعت طويلاً مع صعوبة دراستي مثلاً وقد كنت أهاب خيالات استعصائه عليّ اكتشفت أنَّ مُفتاحاً لبابٍ كبير كانَ أمام ناظري ولم أكن لأُدركه مُسبقاً هو أن أُحبّه لأكون مُؤهلة فيما بعد للغوص في أعماقه لأُدرك مزاياه المُتعدّدة وكُلّ هذا كان في السّابق يبدو مُستَحيــــلاً!

حقيقةً لا أشتــاقُ من الزَّمَن السّابق إلّا طُفولتي وأدراج المدرسة، وأما الحاضر فإنَّ حمد الله لا يكفي لتوثيق امتنانٍ حقيقيّ عنه، وكما يُقال مُبرّراً عن عجز الوصف: السّعادة شيءٌ يُعاش ولا يُكتب قطّ، لم ولن أُعاتب يوماً إلّا الورق والّذي يهبني العُمر كُلّما عرّضَ نفسه للانتحــار بالوُقوف أمامي حتّى عندما أُريد التّخلّص منه بتفتيته أجزاءًا، وأستعــدُّ في كُلّ يومٍ لتوضيب حقيبة السَّفَر إلى عالمٍ سأعيشُ فيه العمر كُلَّه، أتهيّأُ لأيّامٍ جديدة وعُمرٍ جيد وأُزيّن كلّ الأماكن للاحتفـــاء بروايةٍ جديدة اسمُهـــا “قلب”.

soun

مواقع التواصل الاجتماعي تُعزز الكَبت العاطفي والاجتماعي…

مواقع التواصل الاجتماعي تُعزز الكَبت العاطفي والاجتماعي…

كَثيرةٌ أصبحت مُتعددة بشتّى الألوان والأشكال والأزرار، تُضيفُ ميزةً هُنا وتُعزز أُخرى هُناك تُنافسها في المَضمون “الوَهمي”، تتكاثَرُ الأفرادُ فيها كما لو أَنّها مدينةٌ من النَّمل، كيفَ يتكاثر النمل ؟! لا أدري لهذا رُبّما خطر ببالي هذا التّشبيه أوَّلاً والّذي يُهمّني فيه كَثرة العدد لا أكثر…

نحفظُ عن ظهر قلب أنَّ لكلّ شيءٍ في الدّنيا سلاحٌ ذو حَدّيــن مُتناسينَ ما العائدُ من حفظنا للحكمة إيّاها، لذا أرى السِّلاح هذا يشتَدُّ يوماً بعد الآخر مُصوَّباً نحوَ جُمجُمة القلب مِنّــا إلينا… إلى أينَ نؤول ؟!

أنا لم أُعنون النَّص الّذي قد يُعرّضني وغيري للتّساؤلات الكَبيرة عَبَثــاً، أنا أقولُ وبملئ فمي، هذه المواقع عزّزت بغزارة الكَبتَ بشَتّى أشكاله، أصبحنا نستعيضُ عن الضّحكة الصّادحة بـ ” ههههههههههه ” مَتبوعةً بالطّبع بأحد الوُجوه الصفراء، استبدلنا احمرار الوَجنتين والارتباك بـ ” ….. ” متبوعاً لرُبّما بقلبٍ أحمر أو وجهٍ أصفر أحمرَّت وجنتيه، عن نوح البكاءة وشهقة الوَجع بـ وجهٍ بارد يتباكى ؟!!! أينَ تتلاشى تفاعُلاتنا الكيميائيّة في زحمة هذا التّسارُع التكنولوجي المُخيف يا تُرى ؟!
كيفَ لهذه المواقع الجافَّة أن تُعوّضك عن احتضان أحد الرّفاق !!! عن تلك النَّظرةِ الّتي قد تُعيدُ فيك روحاً سلبتها الأبعادُ والمَسافات الطَّويلة !!!

ما أَصعَب أن ننسى أنّنا بحاجةٍ للتواصل الحقيقي، ذاك الّذي تمضي به السّاعات دونَ أوجاعٍ للعُيون، دونَ توعّكات في أعلى الظّهر المُتشنّج إثر الانحناء “للاشيء”، ما أصعب أن نُصبح أعداءً لنا ناكرين لاحتياجاتنا مُتناسين لها بحُجّة أن هذه المواقع تُريح ضَمائرنا!!
– هل الحُبّ على هذه المواقع مثلاً يُصبح حلالاً، وعلى الهواتف وأرض الواقع يُصبح حراماً ؟!!!
” لستُ بصدد الإفتاء! فلستُ حملَ هذه الإجابة الكَبيرة ”
لكن أين نحنُ من زمن الحُبّ الصّادق الّذي يخلو من الكلمات الفائضة عن الحُبّ والصّدق الّتي تُكتب من خلف الشّاشات بدلاً من أن تكونَ في القلب والدُّعاء والمُصارحة الحقيقيّة ؟!
– بالمُناسبــة أعتقد أنَّ إيقاع القُلوب بحُجّة اللامسؤوليّة هو الحَرام بحدّ حقيقته…

أينَ نحنُ من خالاتنا أعمامنا جدّاتنا، وأُمسيات السَّهر الخالية من الهواتف من أصوات الواتساب، من تجميد اللحظات لمجرّد أننا نُريد صورةً لهذا وذاك ؟!

إننا أصبحنا عبيداً لهذه المواقع دونَ إدراك، عبيداً لميّزاتها “الواهمة والوهميّة” الافتراضيّــة، وأنا لا أُعمم ولكنّني أُغلّب الأكثريّة دونَ خوف، ولكن أجمل ما في اعترافي أو لنقل تصريحي للجميع أن هذا الأمر قابلٌ للتّغيير بمجرّد الإرادة وأَقولها عن تجربتي الشّخصيّة، لربّما لم أتحرر كلّياً منها، لكنني مُتأكدة أنني بدأتُ أُحدد علاقتي بشكلٍ طبيعي معها، وضعتُ لها حُدوداً وملامحَ جادّة، أبعدتها عن جادّة العبثيّة، وأدركت أنني إن صحَّ لي التواجد فيها وشاركت أحدهم كلمةً أو أُخرى فهذا لدواعي الفائدة والاستفادة، فنحنُ في نهاية الأمر أصحابُ رسالة مُكلّفون بنقل المعرفة التي تستحقُّ النقل لغيرنا من تجارُب وعثرات للفائدة وليس لمُجرّد البوح العبثي الّذي قد يكونُ ناقماً لمن سيقرأ، ويتكلّف عبئ التَّحمُّل…

للرِّجــال هُنا فيها وعليها، وللإناث والسّيدات، إن تواجدتُم فلتدعوا العاطفةَ فيها طبيعيّة، لا تُبالغوا بحجم الحقائق، فالحُبّ ليسَ شاهقاً إلى ذاك الحدّ الجنوني بالتّعبير كما كانَ قيس لليلى، وليسَ عدوانياً إلى هذه الحُدود المرسومة حينَ تفترق الخُطــوات بعيداً عن النّصيب، إن العواطف على أرض الواقع أصدق حتّى وإن تناقَضت، وإن كُنتَ رجُلاً لا تُعوّل على من تُحبّها في إدراك ما تكتبه على صفحاتك هُنا وهُناك قد تكونُ كلماتكَ التي تنقلها لا تنقل لها من النّبض شيئاً فتضيع منكَ إثر تخاذلك عنها، وإن كُنتِ سيّدةً فلا تُعوّلي عليه في فهمك فنحنُ في الحقيقة نُدرك أنّ الرجال ليسوا حسّيي المنهج بل واقعيي المَسير فلا تتكبّدي عناءَ إيضاح ما في قلبك للجميع قبله، وتذكّري سيّدتي أنَّ الغزل مهمّة الرّجال…

فليحيــا زمنٌ فيهِ الحُبّ، بينَ الأصدقاء والأهل والمُحبّين، يعودُ للرسائل الورق أو حتّى للأصوات الصّادرة عن الهواتف، لتلك الخُطوط الّتي تتعرج على انحناءات الورق بدلاً من الخطّ الواحد للجميع، وكأننا واحدٌ “بعيداً عن الحقيقة”، فليحــا زمنٌ تعودُ فيهِ رائحةُ الياسمينِ من الشَّجر قصيدةٌ مرويّة من الأشجــار لا صُورةً على الجهاز، فليحيــا زمنٌ يتعانق فيهِ الأصدقاء والمُحبّينَ دفئــاً يُعجز القلب واللّسان عن الكلام …
فليحيا زمنٌ تُرسل فيه الدّعوات سِرّاً، يظلُّ فيه الارتباك والخجل حاضراً، يغدو فيه الصَّوتُ رسالةً واضحة صادقة، تغدو فيه العينُ سيّدة الكلام…

على الهامش:
أنا لا أطلق حكماً سلبيّــاً كاملاً على هذه المواقع، وإنّما أنني أُعزز وعيكم كم أصبحت مُسيطرة علينا بالأوقات الّتي تضيعُ من خلالها، كما لكُلّ شيءٍ قدر فيجب أنّ يكون لها هيَ قدر كافٍ من المحدوديّة!

همسٌ صادق للجميـــع:
فلنُحاوِل أن نرى بالقلب… فالعُيــون الالكترونيّة تعمى … أحياناً!

315537_438218192892207_1198256488_n

مُوسيقى… وأكثَر…

PhotoGrid_1396646275275

تجلِسُ وإياكَ مُحاذيانِ للنافذة، تُغمِضُ عينيكَ لدقائق، تركَــنُ إليك، صوتٌ ما يَشُدّك إلى أعماقِكَ، صوتُ الذّاكرة الّذي لا يفنى، تستعينُ بشريانٍ يصِـلُ المُنقطع منـذُ زمن،…
….
فتتدفَّــق الموسيقى …
آ ذ ا ر

يا موسيقى !!

(1)
*
مرّةٌ أُولى، …
ولا شيءَ يُشبه المرّة الأُولى
قبلَ الإشارة وقبل الصَّوت
ارتجافةٌ وسط الصَّمـــت
– : نعمْ هِـيَ أنـــا …

*
ما لونُ الزَّمــن؟!
ما عُمرُ اسمــكِ؟!
ما اسمُ قلبــــكِ؟!
من أنتِ؟!
– أنا ( سمــــاءْ )
\
-أريدُ أن أعرف، …
-أنت تعرف، ولا غيرك يفعــل،
-أعرفُ بلى، أعرف أنني أجهَــلْ
-تجهَلُ ثلاثاً دونها كُلّ ما تعرفه حقيقتي
” حكايتــي،
دمعَتيْ،
وأُغنيتي الوَحيـــدة ”

(2)
كالطّفلــة، كالدُّمية المُرهفة
كُنت، يومَ قال قلبي نصف الحديث
وقالت عينيّ تتمته،
لم يَكُــن للفرح اسمٌ واحد
كانت لهُ أسماؤهُ وأدلتــه
: “ ما أعذب حديث العُيون..
تصِلُني رسالةٌ حبرها نبضُكَ
: “ صادِقاتٌ عينيكِ، جميلتين، طفلَتين،
ويا لسعادتي أنا نبضُهُمـــــا

(3)
كالصُّورة ثُلاثيّة النَّبضات
يرسُمُ كُلّ ما يحاذيه،
الطّاولة، الإطلالة، لونُ الطّلاء
أضواءُ المدينة، والجَبَــل…
هُنا سوفَ أجلس، وهُنا سوفَ أدرس، هُنا…
وهُنا ستظلّينَ “جالسة”
– يُشيرُ إلى قلبِهِ –
وهِيَ على السَّمـــاعة ” ترى ”

وَ تتخَيَّل تفاصيلهُ الفريدة
قصيدةً مُؤجّلة…

(4)
كالَّتي ترتِقُ جرحاً بماء
ظلّت ترتجي الماءَ ترياقاً
وسهمُ الحُبّ داء
ليسَ لانسيّ يتنفّس مهما علا غناه
أن يستجلب سرّاً للدواء

(5)
في آخر ليلةٍ قبل السَّفر
الأحاديثُ في الحقيبة
المنديـل، القلم
والكلمـــات…
– كعادة إدهاشه –
يحملُ مفتاحاً لبيتٍ جديد
للغُــرفةِ إيّاها
يدُقُّ قلبها ويدخل دونما استئذان :
– جئتُ طبيباً
ولا أُريدُكِ أن تتعافَي، ..
دواؤنا هوَ الدّاء
فابقَــي معي
شاركيني بردَ الشِّتـــاء رداءً…

إلى ذاكَ اللحن…
إلى ذاكَ المقام الّذي يَقول دائماً بقيّة ما تبقى من رمق…